Page 81 - alamn
P. 81

‫متوارث وشـــبكة علاقات متجانســـة وهي‬            ‫يقـــوم علـــى إنجاز أفـــراده بالعمل الشـــاق‬  ‫نقطـــة صغيـــرة في بحر اســـتخدام غســـل‬
‫تراعي قيـــم المجتمع العـــام‪ ،‬في حين قد‬         ‫وبذل الجهد في كل شـــيء‪ ،‬كما أســـهموا‬          ‫الأمـــوال في الإرهاب والمخـــدرات وتجارة‬
‫يتســـبب البروز المفاجـــئ وامتلاك كل ما‬         ‫فـــي نشـــر ثقافـــة الاســـتهلاك المظهري‬      ‫الســـلع والخدمات المحرمـــة قانو ًنا‪ ،‬ولكن‬
‫يمكـــن أن تمتلكـــه النخـــب من خـــال بث‬       ‫المفـــرط‪ ،‬وهـــي نتـــاج غيـــر مباشـــر‬       ‫تكمـــن الخطـــورة فـــي آثارهـــا الاجتماعية‪،‬‬
‫التفاهـــة واســـتغلال ملاييـــن المتابعيـــن‪،‬‬   ‫للإعلانـــات المكثفة التي تســـتهدف تدوير‬       ‫وذلـــك لأن المشـــاهير قريبون مـــن عامة‬
‫فـــي ظهور طبقة من النخـــب لديها نقص‬            ‫الأمـــوال ومنحهـــا الشـــرعية بالإعلانـــات‪،‬‬  ‫النـــاس وانتشـــارهم واســـع‪ ،‬ومـــن ثـــم‬
‫ثقافـــي كبيـــر وجهـــل بقواعـــد الســـلوك‬     ‫وقـــد توســـعت الإعلانات لتشـــمل صغار‬         ‫فـــإن عنصـــر الثقة فـــي المشـــاهير جمي ًعا‬
‫وآدابـــه وعلاقـــات هشـــة؛ ما يســـهل من‬       ‫السن من المشـــاهير دون وجود ضمانات‬             ‫ســـوف يفقد‪ ،‬وذلك لأن الإنسان العادي‬
‫اختراقهـــا وتمرير أجندات سياســـية وأمنية‬       ‫لمصـــادر الأمـــوال‪ ،‬وجهـــل مـــن ذويهـــم‬    ‫يبنـــي أحكامـــه بالعموميات وســـريع التأثر‬
                                                                                                 ‫بمـــن يثـــق فيهـــم‪ ،‬كمـــا أن المشـــاهير‬
                                ‫مـــن خلالها‪.‬‬                     ‫بخطـــورة أدوار أطفالهـــم‪.‬‬    ‫المتورطيـــن وســـيلة خطيـــرة لنشـــر ثقافة‬
‫إذن؛ اســـتخدام مشـــاهير التواصـــل‬             ‫وأســـهمت عمليـــات غســـل الأمـــوال‬           ‫الرشـــاوى وغســـل الأمـــوال وترســـيخها‬
‫الاجتماعـــي فـــي غســـل الأمـــوال لا يمثل‬     ‫فـــي التفـــاوت الطبقـــي بغيـــر وجـــه حق‪،‬‬   ‫على مســـتويات صغرى في المؤسســـات‬
‫مشـــكلة فـــي المؤسســـات الماليـــة بحد‬        ‫مـــن خـــال إنتـــاج التفاهـــة وتقييمهـــا‬    ‫الحكوميـــة والخاصـــة‪ ،‬وبالتالـــي يكـــون‬
‫ذاتهـــا‪ ،‬وذلك لمحدوديـــة المبالغ وضعف‬          ‫بعـــدد مشـــاهداتها وبقدرتهـــا علـــى دفـــع‬  ‫مفهـــوم غســـل الأمـــوال مألو ًفـــا شـــعب ًيا‬
‫تأثيرهـــا‪ ،‬وإنمـــا تكمـــن خطورتهـــا فـــي‬    ‫النـــاس علـــى الاســـتهلاك المفـــرط‬          ‫وتتحســـن صورتـــه الذهنيـــة مـــن خـــال‬
‫تأثيرهـــا الاجتماعـــي المتمثـــل فـــي فقـــد‬  ‫واللاعقلانـــي‪ ،‬وتبســـيط الإثـــراء بســـرعة‬   ‫تخفيـــض تصنيفـــه الشـــعبي عـــن خطورة‬
‫الثقـــة بالمشـــاهير وتحســـين الصـــورة‬        ‫وبلا ســـبب‪ ،‬وذلك لأن النخب الاجتماعية‬          ‫تصنيفه الرســـمي‪ .‬وهذه ملحوظة مهمة‬
‫الذهنية لغســـل الأموال وعدم التحســـس‬           ‫والاقتصادية التي تمتلك ســـيارات فارهة‬          ‫ودقيقـــة‪ ،‬وينبغـــي التنبـــه إلـــى ضـــرورة‬
                                                 ‫وتســـكن الفلل الراقيـــة لديها نظام ثقافي‬      ‫توافـــق الرؤيـــة الشـــعبية للجرائـــم مـــع‬
                                       ‫منها ‪.‬‬
                                                                                                               ‫مســـتوى الرؤيـــة الحكوميـــة‪.‬‬
                                                                                                 ‫ومـــن أبـــرز التحـــولات الاجتماعيـــة أي ًضـــا‬
                                                                                                 ‫فـــي دخـــل كثيـــر مـــن مشـــاهير التواصل‬
                                                                                                 ‫الاجتماعـــي عمو ًمـــا‪ ،‬وســـناب شـــات‬
                                                                                                 ‫خصو ًصا‪ ،‬ســـواء أكانت دخ ًل مشـــرو ًعا أم‬
                                                                                                 ‫غير مشـــروع‪ ،‬أنهم أســـهموا في إضعاف‬
                                                                                                 ‫«مجتمـــع الإنجـــاز»‪ ،‬وهو المجتمـــع الذي‬

‫‪81‬‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86